هناك مجموعة من السلوكيات الإيجابية التي يتحلى بها بعض الناس، أحببت أن أسميهم هنا “الأصحاء نفسيًا” هذه السلوكيات مجتمعة تلون حياتهم بألوان زاهية وتجعلهم مختلفين عن الآخرين، وتجعل منهم مصدراً للطاقة الإيجابية التي يصدرونها للآخرين بطريقة عفوية بلا أدني جهد منهم، إذا كنت تمارس أحد أو بعض هذه السلوكيات فأنت على الطريق، وإذا لا فاعتبر هذه المقال جرس إنذار لك يدعوك لحياة أهدأ وأكثر رضا.
الرياضة
يمارسون الرياضة بشكل روتيني سواء يومياً أو عدد ثابت من المرات أسبوعياً، الرياضة ليست رفاهية كما يعتقد البعض بل هي جزء أساسي في حياة أي إنسان متوازن، فبالإضافة إلى فوائدها الجسدية وتأثيرها على أعضاء الجسم المختلفة فإن لها أيضا فوائد روحية ونفسية لا تقل أهمية عن منافعها للجسد.
فهي الوسيلة الأمثل للتخلص من كل المشاعر السلبية من الضيق والكبت والغضب، وهي الأفضل لمساعدة الذهن على الاسترخاء والتأمل، كما أن أفضل أوقات التفكير هي التي نحصل عليها أثناء ممارسة المشي أو الجري، لذا إذا كانت الرياضة جزء أساسي فى حياتك فهذا يعني أنك قد وضعت أولي خطواتك فى سبيل الصحة النفسية.
ساعات العمل
الحياة بلا عمل بلا قيمة، ولكن وكما هو معروف فكل ما يزيد عن حده المقبول يصبح نقمة، لذا لا تعتقد أنك إذا عملت لمدة 10 ساعات فى اليوم بدلاً من 8 ستصل لأهدافك أسرع وتتفوق على زملائك، هذا غير صحيح، فمثلما تحتاج للعمل فأنت في حاجة للراحة لكي تستطع ممارسة مهامك فى اليوم التالي، لذا لا تحمل نفسك أكثر مما تحتمل ولا تعمل أكثر من 8 ساعات يومياً واستمتع بما تبقي لك من يومك.
العيوب والنقد
لا أحد منا بلا عيوب، كلنا بشر لنا حسنات وزلات، لابد أن نسلم بهذا الأمر، الخطوة التالية هي أن نعرف ما هي هذه العيوب ونبحث عن طرق لعلاجها هكذا يفعل الأصحاء نفسيا، ولتعلم أن بحثك عن معالجة هذا العيب سينصب فى المقام الأول عليك أنت بالخير والفائدة قبل من تتعامل معهم، لذا إذا وجه أحدهم لك انتقاداً أو نصيحة لا تنزعج بل اشكره لأنه ساعدك في معرفة ذاتك. وبالطبع هذا عكس ما يفعله أغلب الناس من إنكار عيوبهم والتصميم على أنهم لا يمتلكون هذه الصفة ومحاولة إلصاقها بالآخرين.
التفكير بشكل إيجابي
التفكير بشكل إيجابي يعني أن تحول المشاكل إلى ميزات، وأن ترى في الأشياء بعداً آخر لم تلحظه من قبل، إذا تعطلت سيارتك قبل ذهابك للعمل صباحاً فهذا لا يعني أن اليوم سيكون كبيساً وقاتماً بل هي فرصة لممارسة رياضة المشي وصولاً لمقر عملك إذا كان قريبا، أو استخدام وسائل النقل العامة حيث تسنح لك الفرصة لقراءة أحد الكتب أو للتفكير فى أحد الموضوعات التي تشغلك بعيداً عن توتر القيادة والطرق المتكدسة طوال الوقت.
أحوال الناس
يقولون من راقب الناس مات هماً، لا تشغل نفسك كثيراً بما يفعله الآخرون، وعادة نحن نرى الناس من الخارج ونرسم في أذهاننا صوراً عنهم لا تمت للواقع بصلة، ركز على نفسك وعلى مستقبلك وأحلامك، المقارنة بين سيارتك وسيارة جارك لن تجعلك سعيداً بل فى أغلب الأحوال أكثر تعاسة أو تتحول لكائن حسود يملأه الحقد والغل للآخرين.
ما يفرحك لا يشترط أن يكون سبب سعادة الآخرين، وأحلام زميلك فى العمل قد لا تتجاوز أن يصبح زوجاً، اهتم بما يجعلك سعيداً وراضي عن حياتك فقط.
الكلام
لا يمكن أن نتواصل بدون الكلام لفترات طويلة، ولكن الكلام يا عزيزي شهوة، انتظر لا تعترض، فعلى سبيل المثال أثناء المشادات الكلامية والصراعات يرغب كل منا أن يتحدث أطول وأكثر وبصوت أعلى ليكون صوته هو المسموع وليثبت صحة رأيه وسلامة موقفه، ألا ترى تلك البرامج التلفزيونية التي يتعارك فيها الضيوف على الحق في الكلمة ويصلوا لنقطة يتحدث الجميع في نفس الوقت ولا نحصل إلا على ضجيج عالي بلا معنى؟
فالأشخاص الذين يتحدثون كثيراً ويشرحون كثيراً يستهلكون طاقتهم وجهدهم في الكلام بدلاً من التنفيذ، اذهب إلى الهدف ولا تتحدث عنه.
هوايات
كل منا لحظة يجد فيها نفسه، ودائماً ما تقف الحياة عندها، لحظة يتمنى أن يقضي عمره كله فيها، عند البعض هي الوقت الذي يقضيه في الرسم، وعند آخرين في الغناء، بينما هناك فريق آخر يراها في تصليح الأجهزة المعطلة بالمنزل، لكل منا شغفه واهتماماته، لا يوجد هواية قيّمة وآخري بلا قيمة، بل كل القيمة تأتي من مدى تأثيرها على حياة الشخص، الدعم الذي تقدمه له والإحساس بالإنجاز الذي تعطيه له.
ابحث عن هواية تحبها وتجعلك سعيداً واجعلها من ضمن أولوياتك.
تعليقات
إرسال تعليق