لاحظت إني مؤخراً اتجهت لقراءة كتب السير الذاتية والمذكرات، ومع تحفظي على بعضها الذي يجنح إلى تمجيد الذات أو وضع الشخص في صورة الملاك المجنح لكن وجدت إني استفدت كثيراً.
فقراءة هذه الكتب يشبه رحلة للبحث عن سر النجاح، عن حجر الفيلسوف السحري الذي يحول الرصاص إلى ذهب، الذي يجعل شخص فقير من أسرة لا تؤمن به مثل نجيب الريحاني، يصبح واحد من أعظم الممثلين العرب على مر العصور وصاحب بصمة مميزة، عن الوصفة التي جعلت ليلي مراد تتجاوز طفولتها وفترة مراهقتها الصعبة وتصبح فيثارة الفن، عن نجومية فاتن حمامة التي صنعتها بذكاء وإصرار ربما يفوق موهبتها بمراحل، وغيرها من الكتب وحالات النجاح.
وخلال هذا المقال ستجد خمسة دروس من كتب السيرة الذاتية، أتبعها هؤلاء العظماء، وتسببت في نجاحهم في الحياة.
أنت مسئول بصورة تامة عن حياتك…
كل شخص مسئول بصورة تامة عن حياته، بما يتضمن اخطائه الخاصة، فلن تحظى بالنجاح أو بالسعادة عند إلقائك باللوم على الأخرين، أو تسمح لهم بالتحكم بك، فمن المؤكد إنه لن يتحمل أحد عواقب أفعالك حتى لو كانت نتيجة لنصائحهم.
لتحظى بالحياة التي تتمناها، يجب أن تكون المسئول الأول والأخير عنها، وتتجاهل تأثير والديك وأحبابك السابقون أو الفرص التي أضعتها سابقاً، والأهم لا تلتمس الأعذار لنفسك.
النجاح لا يحتاج إلى شروط مسبقة، ولا شهادات أو خلفية اجتماعية، أو جنسية محددة، يتوقف عليك أنت فقط وارداتك الخاصة.
يمكن أن تكون أي شخص تريد…
ليس من قبيل الصدفة أن تحب الغناء أو الكتابة أو التعليم أو أي شيء أخر، فذلك يعني إنك موهوب في ذلك المجال، ووظيفتك أن تستغل هذه الموهبة لتصبح ما ستكون عليه.
ومدى استفادتك من مواهبك وقدراتك يرجع لك أنت كما في النقطة رقم 1، وضع في اعتبارك إنها موجودة لتستخدمها وتتشاركها مع الأخرين وتخدمهم من خلالها، واعتبر أن لديك واجب اتجاه ذاتك لتعرف ما تريد بالفعل، وتقوم به وتنفذه لتستبعد الشعور بالندم في المستقبل.
لا توجد حوادث ستمنعك أو أهداف لن تستطيع تحقيقها طالما أنت تريدها بقوة، فأنت تستحق ذلك طالما لديك الموهبة والقدرة والإرادة.
أفكارك هي الأهم…
“بأفكارنا نحن نصنع عالمنا”
فكرة بسيطة لكن صحيحة، فأنت تشعر بالسوء في تلك اللحظة، لأن أفكارك سيئة بالفعل، ويغلب عليها الخوف أو الشعور بالذنب أو القلق أو غيرها، وعندما تشعر بالبهجة فذلك بسبب أفكارك التي على الأغلب تتركز حول تقدير الذات أو الشعور بالرضا عن العالم، الخبر الجيد هو أن كل فكرة من أفكارك يمكن تغييرها، وتستطيع اختيار الشعور بأنك بخير.
كل يوم وبكل طريقة متاحة حاول الحفاظ على أفكارك إيجابية قدر إمكانك، وركز فقط على ما تريد وتخيله كما لو إنه حدث بالفعل، وتأكد أن كل خطوة في حياتك تعتمد على أفكارك، فاحميها من السلبية سواء منك أو من المحيطين بك.
أحب نفسك…
في كتب التنمية الذاتية ستجد من يخبرك أنظر لنفسك في المرآه كل يوم وقل “أحبك بصدق” تلك مبالغة بالطبع ولن تحتاج لأن تفعل ذلك حتى تحب نفسك، كل ما أنت بحاجة إليه الإيمان بأن وجودك في الحياة شيء جيد، وتستحق لذلك المشاعر الطيبة والحب سواء من الأخرين أو من نفسك.
عندما تحب نفسك بصدق تسمح لنفسك بأن تكون على طبيعتك، وعندما تقديرك لذاتك يكون عالياً يقلل ذلك من خوفك وقلقك الطبيعي، ويجعلك مصدر إلهام للأخرين ليصبحوا على طبيعتهم ايضاً، وايضاً سترفض بصورة طبيعية الأفكار التخريبية التي تدفعك لرفض نفسك.
ولا تشغل نفسك بما يفعله الأخرون، فاحتياجاتك انت هي المهمة، وعندما تخفق في شيء لا تشعر بالخسارة لأن الحياة إما تعطيك بذلك درساً أو فرصة لشيء أخر قد يكون أفضل.
ثق أن الله معك…
كل كتب السيرة الذاتية تصر على نفس الحقيقية، أفعل أقصى ما لديك في العمل، وكن على ثقة بأن هناك قوة علوية أكبر منك بجانبك.
إليك سر صغيرة، كلنا مرعوبون، وكلنا نشعر بعدم اليقين والقلق حول مليون شيء، ولكننا نحاول أن نقوم بأفضل ما لدينا، ولكن عندما تطبق النصائح الأربعة السابقة المسئولية والإرادة والتفكير الإيجابي وحب الذات ستجد إنك قادر على فعل أي شيء تريده، ولكن ما هو السبب وراء ذلك؟
السبب إنك لست وحيداً، كلنا متصلون، كلنا من نفس المصدر.
القوة العلوية التي تكلمت عنها سابقاً، تعمل بجانبك دوماً، وفي الأوقات التي تشعر فيها بالخوف تذكر إنك مررت بما هو أسوأ من قبل، وإنك ستكمل مهما حدث، وأن الله معك سيقيلك من عثرتك ويبقى بعدها قوتك أنت التي ستتيح لك الوقوف على قدميك وتمضي في الحياة.
الخلاصة…
كل حياة مميزة، وأنت شخص مهم، وأحلامك مهمة، ويرجع الأمر لك لتأخذ خطوات في اتجاه تحقيقها، وعندما تبدأ ستجد إنك ستصل إليها بشكل أو بأخر.
“ثق إنك تستطيع أن تقوم بما تريد، عندما تصل إلى هذا اليقين، ستجد طرق لبلوغ ذلك، الإيمان بنفسك هو بداية الحلول لكل المشاكل”.
تعليقات
إرسال تعليق