يعد نمط حياة أغلب الناس في هذه الأيام عاملاً رئيسياً في عدم حركتهم، فالأعمال أغلبها مكتبية، وإن كانت تتطلب بعض الحركة فلا تكون هذه الحركة كافية لبقاء الجسم في حالة صحية سليمة. ربما كانت مخاطر الجلوس الطويل وعدم الحركة أمراً لم يكن في الحسبان!
إلا أنه من الثابت أن قلة الحركة سبب أساسي في آلام الظهر والمفاصل، ضعف القلب والدورة الدموية، وبالتالي نشاط دماغي وتركيز أقل خلال ساعات العمل المتواصلة التي تمر دون حراك يذكر.
1- تقوية القلب
تعد كثرة الجلوس من الأسباب الرئيسية لإصابة الناس في هذه الأيام بالذبحة القلبية، فتروية القلب تعتمد بشكل أساسي على حركة الجسم، أي أن تمرين الجسم هو تمرين للقلب والجملة الوعائية في نفس الوقت، فالمشي يخفض ضغط الدم الشرياني، ويزيد من معدل الضربات القلبية.
كما يزيد نتاج القلب (كمية الدم التي يضخها في الدقيقة الواحدة) وبهذا يقل الضغط المترتب على القلب في عمله، مما يجعل ترويته تتم بشكل أفضل، ولا ننسى دور المشي في تخفيض منسوب الكوليسترول الضار (LDL)، وزيادة منسوب الكوليسترول النافع (HDL)، مما يساهم في تخفيض الضغط الدموي أيضاً، وقد أشارت الأبحاث أن المشي لمدة 30 دقيقة يومياً يقلل احتمال الإصابة بالصدمة القلبية بنسبة 27 بالمئة!
2- تقليل احتمالية الإصابة بالأمراض
فضلاً عن تقوية القلب وحمايته من أمراضه، فقد ثبت أن المشي يساعد في الحماية من أمراض أخرى مثل السكري، الربو، وحتى السرطان! فقد أفادت الأبحاث أن المشي اليومي يساعد في الحماية من مرض السكري، كما أنه يقلل احتمال الإصابة بسرطان القولون، الثدي، والرحم بنسبة 20 بالمئة مقارنة مع الناس الذين لا يتحركون كثيراً.
3- الحماية من العته أو الخرف الدماغي المبكر
كلنا نعلم أن العته هو الظاهرة التي يغدو فيها الدماغ أقل فعالية في مناطق الدارات العصبية التي تعد مسؤولة عن تواصل أقسام الدماغ المختلفة مع بعضها البعض، فالمناطق العصبية لا تعمل منفردة وإنما تعد أشبه بشبكة كبيرة متصلة مع بعضها.
في الحقيقة، يصيب العته كبار السن في الأعمار التي تتراوح ما بين 65-80 مؤثراً بشكل أساسي على الذاكرة، قدرات حل المشاكل، الانتباه، وغير ذلك…
وربما يعد الانعزال عن البيئة الاجتماعية وعدم الانخراط في الحياة اليومية وأعمالها ومشاكلها أحد أهم أسبابه، وهذا يذكرنا بقول الكاتب الروسي مكسيم غوركي: “عندما يكون كل شيء سهلاً يصبح المرء غبياً بسرعة.”
لكن تبين أيضاً أن الحركة عامل أساسي يساعد في حماية دماغك أيضاً، فقد تبين من التجارب أن المشي حقق نسبة ممتازة في تحسن الأداء المعرفي لدى كبار السن، وقلل خطر الإصابة بالعته، فكانت الأقسام المسؤولة عن حل المشاكل والتخطيط في الفص الدماغي الأمامي أكثر فعالية من نظرائهم، وكانت النتائج نفسها على مستوى تعدد المهام، ترتيب الأولويات، والذاكرة.
حقاً كما يقال: إن العقل السليم في الجسم السليم!
4- الحماية من هشاشة العظام
تعد حركة العظام وحملها لوزن الجسم إجراءً أساسياً لتدريبها وبقائها في حالة صحية، فبينما نمشي نحرك عضلاتنا كما نحرك عظامنا ونحمّلها وزن جسمنا، مما يساهم في تقويتها وحمايتها في المستقبل من الهشاشة التي تصيب كثيراً من كبار السن، وخاصة النساء بعد سن اليأس.
ومع المشي اليومي سيزداد نشاط النسيج العظمي، وقوته، كما ستزداد كثافته التي تعد العامل الرئيس في محاربة الهشاشة المدمرة.
5- تزويد جسمك بالطاقة والإنعاش
زيادة النشاط الدوراني الدموي سيزيد من جريان الدم في الأوعية، وهذا ما سيزيد حاصل الأوكسجين والمواد المغذية التي تتلقاها كل خلية حية في الجسم، مما سيجعلك تشعر بالتيقظ والحيوية، كما يخفف المشي من تصلب المفاصل وتشنج العضلات مما يحافظ على مرونة الجسم مع الزمن.
6- زيادة منسوب هرمونات السعادة
يمارس الكثير منا الرياضة لا لمجرد فائدتها الجسمية فحسب، وإنما كوسيلة لتعديل المزاج السيء، وقد جاءت نتائج الدراسات مؤكدة لهذه الظاهرة الجميلة، فتبين أن التمرين المعتدل (كالمشي) يساعدنا في تخطي حالات الكآبة المعتدلة التي تعترضنا أحياناً معادِلةً أثر مضادات الاكتئاب التي يصفها الأطباء النفسيون، فالمشي مثلاً يسبب طرح هرمون الإندورفين في مجرى الدم، وهو هرمون يسبب الشعور الجيد، ويزيل التوتر الذي نتعرض له خلال اليوم.
إذن ما رأيك؟! هل ستبقى جالساً على كرسيك تمارس الأعمال المكتبية أو تشاهد التلفاز بعد هذا المقال؟! أم أنك ستتخذ إجراءً مختلفاً يتبع لما يتفق مع صحة جسمك وسعادتك؟!
تعليقات
إرسال تعليق