يحتاج الوالدان إلى الإبطاء من إيقاع حياتهما من أجل مساعدة أطفالهما على النمو، فنحن نرى معظم الآباء في حالة توتر دائم، من هرولة للوظيفة، إلى وضع الطعام على المائدة، إلى اصطحاب أطفالهم بعد الانتهاء من المدرسة، إنهم يفعلون كل ما يستطيعون من أجل مواكبة الحياة.
ولا شك أنهم لن يرغبوا في تضمين الواجب المدرسي لأبنائهم وسط قائمة طويلة من الأمور متوسطة الأهمية، كأن يقوم الأطفال بتنظيف حجراتهم، أو المساعدة في غسيل الأطباق، أو إعداد وجبات الطعام أو تنظيف المنزل.
فإن كنت واحداً ممن يثيرون كل أو معظم أو بعض هذه المطالب، عليك أن تتذكر أن الواجب المدرسي أهم من تنفيذ أي شيء معه، وهو الأمر الذي قد لا يكون واضحاً في أذهان الأطفال.
يفعل الآباء أمرين لتشجيع جهود أبنائهم عندما يكونون صغارًا إلى جانب بذل الجهود لمعرفة اهتماماتهم الكاملة، فهم يتجاهلون الفشل أو المحاولات غير الناجحة، ويشجعون أقل نجاح يتحقق، وهذان العنصران ضروريان جداً؛ لتشجيع الأطفال على أداء الواجب المنزلي ليلة بعد أخرى.
فعندما تصب اهتمامك على الواجب المدرسي يجب ألا تكون كثير الانتقاد وتطلب تحقيق النتائج على الفور، فهذا يعتبر اهتماماً سلبيّاً، وسوف يفسد الجهود، ويؤدي إلى نتيجة عكسية لما تريد، ولكن يجب أن تعرف الآن أن الهدف هو تنمية عادة أداء الواجب المنزلي، ليس بالدرجة المثلى..
بل مجرد تنمية تلك العادة، فأنت لا تريد أن تكون في معركة فيما يخص كل شيء له علاقة بالواجب المدرسي، علينا أن نجعل أطفالنا يشعرون مشاعر إيجابية بشأن أداء الواجب المدرسي، وأن يشعروا أنهم قادرون على ذلك.
المشكلة الشائعة لدى الآباء أن الأطفال يقولون لهم إنه ليست لديهم واجبات منزلية عندما يسألونهم عن ذلك، وهذه مشكلة أساسية..
كيف يستطيع الآباء أن يعرفوا ما يحدث في المدرسة؟ كيف يساعدون الأبناء في أداء المهام الموكلة إليهم حتى يستطيعوا أن يؤدوا واجبهم؟
وهناك عدة أشياء يستطيع الآباء أن يفعلوها، ليدفعوا أولادهم إلى حب عادة أداء الواجب المنزلي:
اختيار مكان متوسط فى المنزل
الموقع شديد الأهمية في حال أداء الواجب المنزلي، لماذا؟، لأن أداء الأطفال لواجبهم المدرسي في مكان متوسط من المنزل يوضح أن الواجب أمر مهم. من الأخطاء الشائعة أن يرسل الآباء أطفالهم إلى غرفهم لأداء الواجب المنزلي..
فعندما يفعلون ذلك يوجهون رسالة سلبية جداً إلى الأطفال عن الواجب المنزلي، وبخاصة إذا شاهد الأبوان التلفاز في أثناء عمل الأطفال لواجبهم.
أداء الواجب المنزلي فى وجود الأباء
عندما يصل الآباء إلي المنزل يكونون مرهقين، ولا يرغبون في المشاركة في أداء الواجبات المدرسية، فمن الشائع للآباء أن يفضلوا انتهاء الأطفال من الواجبات المدرسية في فترة بعد الظهر عقب العودة من المدرسة، حيث يأتي الأطفال من المدرسة، ويستلقون قليلاً، ثم يؤدون الواجب المدرسي، ثم يجلس الجميع في المساء أمام التلفاز بعد الانتهاء من الواجبات.
أداء الواجب المنزلي فى المساء
يجب على الآباء أن يقوموا بأعمال بسيطة لكنها عملية مثل ترتيب المائدة للأطفال عقب تناول العشاء، ليبدؤوا في أداء الواجب المنزلي، لقد جعل الآباء من الواجب المدرسي أولويتهم الأولى في المنزل وتأكدوا من أن الواجب أهم من كل الأعمال المنزلية الأخرى في كل ليلة طوال الأسبوع. فليس أهم في التزام الأسرة بالإيجاز وتحقيق أهداف التعليم، من الوقت الذي تقضيه في أداء الواجب المدرسي.
إغلاق التلفاز
نحن الآباء نحتاج إلى التعامل الفعال والحاسم مع التلفاز إذا كنا جادين بشأن تعليم أولادنا، وقد يعني ذلك أن نقلل مشاهدتنا للتلفاز، لدينا الرغبة في تقديم المساعدة في أداء الواجب المنزلي على مشاهدة التلفاز. ومن الواضح أنه يتوجب على الآباء أن يضعوا التلفاز في مرتبة ما بعد الواجب المدرسي، ويتركوه في هذه المرتبة.
نظام الزمالة
هو أن يجد له صديقًا في كل درس يذكره بأداء الواجبات في نفس الوقت الذي يقوم فيه الصديق بأداء واجباته.
بداية الواجب المنزلي من خلال المدرس
هناك مدارس تراقب عملية تدوين الواجبات بطريقة أخرى، فترسل تقارير أسبوعية أو نصف أسبوعية مدونًا بها الواجبات المدرسية. وإذا كانت مدرسة أولادك لا تفعل ذلك، اطلب من مدرس الفصل أن يبحث الأمر.
أرقام هواتف التلاميذ الآخرين
إنها فكرة جيدة لابنك أن تكون لديه أرقام هواتف صديقين على الأقل في كل صف دراسي، لأن التلاميذ ينسون تدوين الواجبات المنزلية إما عن قصد أو بسبب الغياب، وبهذه الطريقة يكون هناك من يمكن الاتصال به لتدوين الواجبات المنزلية التي ينساها التلميذ.
وتركز بعض المدارس على الاتصالات. وبعض المدارس تخصِّص هواتف خطوط ساخنة يستطيع أولياء الأمور الاتصال من خلالها، وهناك بعض المدرسين يتصلون بالآباء بصورة منتظمة لإطلاعهم على مستوى أبنائهم، وإذا لم يكن هذا النظام موجوداً عليك أن تقوم أنت بذلك حتى تتأصل عادة تدوين الواجبات المنزلية.
لا تؤدى الواجب المنزلي نيابة عن أبنائك
مساعدة الأبناء في أداء الواجب المنزلي لا تعني أن تقوم بأدائه عنهم، لأن الفكرة هي أن تعوِّد الأولاد على أداء الواجب بحضور الآباء لتوفير الدعم والتأييد والمساعدة في أداء الواجب، دون القيام به نيابة عن الأولاد.
وفى الأخير، لا يستطيع الوالدان القيام بالمعجزات، إلا أنهما يستطيعان القيام بأشياء مدهشة في تحفيز وتحريك أطفالهما كي يعملوا ويتعلَّموا…
تعليقات
إرسال تعليق