لكثير منا يطمح في أن يعيش حياة أفضل، يحصل على وظيفة جيدة تمنحه شكلاً اجتماعياً مميزاً، أو تعطيه دخلاً أفضل من وظيفته الحالية، أو أن ينشئ مشروعاً رابحاً يحقق فيه نفسه ويهرب من سماجة وقسوه مديره في العمل، أو أن يعيش حياة مختلفة غير تقليدية كما عاشها الذين من قبله.
كلها أحلام مشروعة ورائعة ويمكن لأي شخص مهما كان سنه أن يحقق ذلك لو تحلى بالصبر والعزيمة وأن يسلك دائماً طرقاً غير تقليدية. ما تقرأه وتسمعه يومياً عن تطوير حياتك للأفضل أصبح حقيقة، ولكن إذا أردت أن تقبل على هذه الخطوات في بداية طريقك الجديد احترس دائماً من “خبراء نصف الطريق” والذين قد تقابلهم أحياناً وقد يسببون لك صدمة ربما تفسد كل حياتك!
من هم هؤلاء ؟
تعد هذه الظاهرة منتشرة ومثيرة للجدل، فحتى الآن لا يوجد مصطلح محدد لهم، لأنهم ليسوا نفس الأشخاص ولا في نفس المجال ولا نفس الأهداف بل مختلفون، ولكن تجمعهم طريقة واحدة وربما مصير واحد! وهي ظاهرة غير حديثة فقد بدأت منذ عشرات السنين وربما أكثر، ولكنها ازدادت بشدة في الفترة الأخيرة.
هذه الأيام تجد بعض الأشخاص يتخذون دور الناصح أو المستشار أو المعلم الذي يدلك على طرق تحسين أوضاعك أو تعلم حرفة جديدة مثلاً، ما بين التنمية البشرية أو الربح من الإنترنت أو البورصة أو التجارة الإلكترونية أو تنمية الذات أو البرمجة أو التسويق والتصميم أو العمل الحر أو فوركس أو مشروعات صغيرة وغيرها.
هذه المجالات مفيدة بالفعل وتستطيع من خلالها أن تتعلم مهنة جديدة وتحقق أحلامك، وبعض هؤلاء الأشخاص يسعون في هذا الدور إما من أجل تحسين أوضاع الآخرين وانتشالهم من حالتهم السيئة من خلال تقديم النصائح أو الأساسيات أو المواد العلمية و غيرها، وهناك أيضاً من ذوي النوايا السيئة الذين يزينون لك الواقع بشكل مبالغ فيه وكأن “السماء ستمطر عليك ذهباً” من أجل إغراء الأخرين لأهداف مادية من أجل أن تتعامل معهم أو شراء شيء معين ..!
قد تختلف النوايا وقد تختلف الطرق والأهداف، ولكن هناك خطأٌ واحدٌ قد يتسبب في مأساة حقيقية! بعضهم يعلم ذلك ويخفيه وبعضهم لا يعلم .. والنتيجة أنهم قد يتسببون في تدمير حياة هؤلاء الأشخاص! وهذا ما سنكشف عنه في المقالة.
ما هي أصل المشكلة؟
هل شاهدت فيلم “The Wolf of Wall Street” ؟ إذا لم تكن قد شاهدته سابقاً فأنصحك ألا تشاهده :)، هذا الفيلم رغم أسلوبه المبتذل لكنه احتوى على مشهد أقل ما يقال عليه أنه عبقري بكل معنى الكلمة! ربما زاد من روعته الأداء المرح والتلقائي للممثل Matthew McConaughey. يستحق بسببه جائزة أوسكار! ( وقد حصد بالفعل الأوسكار العام الماضي، ولكن عن فيلم آخر)
كان المشهد يجمع بينه وبين Leonardo DiCaprio في المطعم بعد أن التحق بعمله الجديد كسمسار في البورصة، وهو يسأل مديره :
“اسم اللعبة هو نقل مال من جيب زبونك إلى جيبك، لكنك إن تمكنت من توفير المال للزبائن في نفس الوقت، سوف تعم الفائدة على الجميع، صحيح؟”
رد عليه: “كلا، القاعدة الأولى في وول ستريت لا أحد -حتى و إن كنت المُستثمر- يستطيع أن يتنبأ بشأن صعود أو نزول الأسهم. كل سمسار لديه ما يشبه “فوغازي”، هل تعرف ما معنى “فوغازي”؟ أجل، “فوغيزي”، “فوغازي، “وازي”! إنه غُبار سحري! لا وجود له، شيء لا يُمكن لمسه.. شيء غير ماديّ! غير موجود على جدول العناصر الفلزيّة! إنه شيء غير حقيقي. صحيح؟
نحنُ لا نخلق أو نبني أيّ شيء، إذا حظيت بزبون و اشترى سهماً وربح منه، سيكون سعيداً بهذا المال، لكن مسؤوليتك ليست ألا تدعه يفعل هذا، لأن ذلك سوف يجعل الأمر حقيقياً وينتهي، إذن ما هي مسؤوليتك؟
عليك أن تحظى بفكرة رائعة أخرى، فكرة ممُيزة أو أسهم جديدة كي يُعيد استثمار أرباحه مُجدداً و ما شابه. و سوف يفعل هذا الأمر في كُل مرة! لأنهم مدمنون أوغاد، و سوف تستمر هكذا مراراً و تكراراً، في هذه الأثناء سوف يظن أنه أصبح غنياً، و هو هكذا على الورق، لكننا أنا و أنت كسماسرة، سوف نأخذ المال نقداً من العمولة، هذا هو سر النجاح في عمل البورصة.”
طبعا هذا هو النموذج السيء الذي نتحدث عنه، عليك أن تسحر عميلك بالـ”فوغازي” أو التراب السحري وتجعله يستمر بهذه اللعبة، لأنك ستضمن بذلك استمراره في المضاربة وتضمن أيضاً حصولك على عمولتك، ليس دورك أن تجعله يربح أو يخسر، ولا يهمك مصيره بعد ذلك، المهم أن يستمر في اللعبة كي تستمر الأرباح لك، عملية خداعية قد تصل أحيانا إلى الغش، تماماً مثل الأشخاص الذي يقنعون الشباب بفكرة الهجرة والسفر والمستقبل الكبير، ويساهمون فعلاً في إيصالهم إلى داخل هذه البلاد ثم بعد ذلك يختفون تاركين هؤلاء الأشخاص وحدهم!
هذه هي المأساة بالفعل، فكرة جذب الأشخاص إلى مجالٍ جديدٍ مغرٍ ثم تركهم في منتصف الطريق دون أن تهتم لمصيرهم لأن مصلحتك قد تحققت، الكثير منا للأسف يعتقد أن الجانب الشرير يكمن فقط في المادة و إغراء الآخرين و منح الصور الوردية البراقة..
ولكن المشكلة في أن تجذب الآخرين إلى الطريق وتقنعهم وتؤثر عليهم ثم تتركهم في منتصف الطريق معتقداً أنك أنهيت مهمتك بنجاح! (أو كما يقال في مصر: تركوهم يرقصون على السلالم) ولهذا يطلق على هؤلاء اسم خبراء نصف الطريق.
يصبح هذا الشخص بعد ذلك تائهاً في الطريق كطفل صغير لا يعرف مساره ولا ماذا يفعل! يصطدم بالواقع المرير ويعرف أنه وقع في مجال يحتاج الكثير من المعرفة لم يعرفها ولم يخبره بها أحد، يكتشف أن كل ما تعلمه أو تدرب عليه لا يمثل خطوة أو لا يملك أيّ أهمية في الواقع العملي، حتى لو تحلى بالعزيمة والصبر واجتهد، فطالما ليس في يديه شمعة أو كشاف سيظل يتخبط في الطريق ولا يعرف ملامحه، وعادة ما تكون النهاية غير سعيدة.
بعض الأشخاص سيئو النية يعلمون هذه الحقيقة من البداية، ويعلمون أنه لا يوجد طريق، أو يعلمون أنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية لإرشاد وتعليم هؤلاء، أو يعلمون أن الطريق صعب ومليء بالأفخاخ ويحتاج إلى شهور وسنوات من التدريب والمتابعة..
ورغم علمهم بهذا الأمر لكنهم لا يهتمون إلا بالمادة ولو كان ذلك على حساب الأخلاق والمهنية، تجد ما يقدمونه مبهر في البداية لكنه فعلياً لا يكفي لصنع شيء ولا يسمن ولا يغني من جوع، وبعد أن يرحل هؤلاء يأتي غيرهم وتستمر المأساة! بعض هؤلاء يجدون لأنفسهم المبرر الأخلاقي ليرضوا ضمائرهم أو ليتنصّلوا من المسؤولية، وبعضهم قد يعتبر هذا ضرورة حتى لا يتعلم هؤلاء المهارات التي قد تجعلهم منافسين مستقبليين!
على الجانب الآخر بعض الأشخاص نواياهم حسنة بالفعل، يريدون مساعدة الآخرين بلا مقابل ورؤيتهم في أحسن حال ولكنهم للأسف يقدمون محتوى ضعيف وركيك، ولذلك يساهمون في نفس المأساة، وفي الفترة الأخيرة للأسف انتشرت نوعية من هؤلاء .. لا يبحثون بالفعل عن المادة ولكن يبحثون عن بعض الصيت والشهرة، يعجبهم الحصول على آلاف المعجبين أو المتابعين على صفحاتهم الاجتماعية، يعجبهم أن يكونوا من الأشخاص الملهمين والذي يشار لهم بالبنان، عبارات المديح والشكر ترقّ مسامعهم، لكنهم لا يعلمون كمّ اللعنات التي سيصبّها عليهم هؤلاء بعد ذلك!
إذا حاولنا أن نحلل هذا الأمر بموضوعية للتفريق بين الخبير الحقيقي وخبراء نصف الطريق ، سنجد هذه النقاط..
1- أنصاف المتعلمين في بلاد الجهل عباقرة !
نعم هذه حقيقة للأسف، فهناك مجالات في حياتنا لا نعرف عنها شيئاً، لذلك نجد بعض الأشخاص ممن تعلموا بعض الأساسيات والمصطلحات يصبحون مع هذه الأوضاع عباقرة لدى الكثيرين الذين ينبهرون بهم. ومع مرور الوقت يصدق هؤلاء أنهم بالفعل خبراء! يقومون بعد ذلك بالتعامل على هذا الأساس سواء بشكل غير مادي أو بشكل مادي..
للأسف قلة الثقافة والمعرفة في مجتمعاتنا (رغم وجود الإنترنت) ساهمت في زيادة هذه الظاهرة وأصبح هؤلاء منتشرين بكثرة ، ربما لو كان لديهم قدر من المعرفة لاستطاعوا أن يميزوا بين الخبير الحقيقي وبين خبير نصف الطريق هذا !
2- قشور علمية لا تسمن ولا تغني من جوع
من السهل أن تقدم أساسياتٍ ومواداً علميةً للآخرين، خصوصاً لأشخاص لا يعرفون شيئاً عن هذا المجال ويتعرفون عليه لأول مرة. يصبح عندها كل ما تقدمه لهم بمثابة “فوغازي” أو تراب سحري تنثره على الآخرين وينبهرون به. تستطيع من خلال الإنترنت جلب مئات المحتويات المجانية، لكن من يتعمق بعد ذلك في المجال يكتشف أنه محتوى فقير تماماً لا يمكن أن يستفيد به في حياته العملية.
قد يردّ بعض الأشخاص ويقولون أن هذه المواد قد ساهمت في إفادة وتعليم الكثيرين، وأن بعض المستخدمين -وخاصة الجدد- لا يستطيعون أن يتعلموا هذه الأشياء بمفردهم. نعم، أتفق معك بنسبة 100%، ولكنّ المشكلة ليست في أن يتعلم الآخرين، بل في أن يكون ما تعلمه مفيداً من الناحية الواقعية أم لا، هل يستطيعون صنع أشياء منه أم لا؟
إنّ ما تقدمه يا سيدي الفاضل هدفه أن يتعلم هؤلاء مجالاً جديداً أو حرفةً جديدةً، أو أن يلتحقوا بوظيفة معينة هم يبحثون عنها، أو أن يقوموا بإنشاء مشروع مستقل، وهؤلاء تعاملوا معك لأنك أقنعتهم بذلك منذ البداية، ولأنهم يعتمدون على ذلك من أجل أن يصبحوا مبتدئين لا من أجل المعرفة فقط.
فعندما تعلم شخصاً ما البرمجة مثلاً، يجب أن تجعله قادراً على عمل مشروع برمجي صغير بنفسه، ليس أن تعلمه الأساسيات والمبادئ فقط وتعطيه عشرات الكتب والأسطوانات، يجب أن تعلمه كيف يبحث عن المحتوى ولو بشكل بسيط، يجب أن يكون علماً حقيقياً وليس مجرد قشور ومحتوى ضعيف. يجب أن تفكر في مصير هذا الشخص لاحقاً سواء كنت تؤدي هذا الدور كعمل أو بشكل تطوعي.
3- إخفاء الحقائق
لعل هذه من النقاط التي اختلفت فيها مع الكثير من الأشخاص لاعتقادهم أنها غير هامة. إخفاء الحقائق أو السلبيات أو الجانب المظلم يعد جريمةً وخداعاً في حدّ ذاته، لأن عليك أن تخبرهم بالحقائق كلها حتى يقرروا من البداية. معظم هذه الأشياء أجدها في العمولات بالتحديد ، وللأسف بعضهم يخاف على مصالحه أن تُضر إذا تحدث عن هذه النقاط..
فمثلا بعض الأشخاص لا يخبرون هؤلاء الجدد عن الصعوبات القادمة، أو أن الشهادة التي سوف يحصلون عليها ليس لها قيمة في سوق العمل، أو أن هذا المجال يحتاج إلى أشخاص ذوي موهبة أو إمكانيات خاصة وليس الجميع ، أو ألّا يخبروهم أن السوق العربية ليست واعدة وتعاني من مشاكل ركود وقلة وعي ومساهمة، أو أن الإعلانات على المواقع العربية تكلفتها ضئيلة، أو أن الالتحاق بمجال معين قد يكلف أموالاً طائلة. في النهاية يصطدم المبتدئ بهذه الأمور لاحقاً ويجد نفسه ضائعاً ومدمراً بسبب أنه لم يكن يعلم هذه الحقيقة منذ البداية.
4- إخفاء المعلومات الأساسية
هناك شيء يسمى “سر المهنة”، وهذا الأمر معروف ومتفق عليه منذ القدم أنه لا يجب لأي شخص أن يبوح بأسرار مهنته، ولكن أسرار المهنة هذه تنطبق على الحيل والأفكار المبتكرة أو المهارات الخاصة، لا الأساسيات، فهناك فرق شاسع بينهما، فمن دون الأساسيات لن يعرف المتعلم شيئاً. ليس المطلوب منك أن تجعل منه محترفاً، ولكن يجب أن يصبح مبتدئاً طالما أردت أن تعلمه..
للأسف وجدت بنفسي أشخاصاً يخفون أساسيات خوفاً من أن يتحول هؤلاء إلى منافسين لهم! وهذا الأمر يعد شبه مستحيل، لأنه يفترض أنك شخص محترف في مجالك، وأمام المبتدئ الكثير كي يصل إلى مستواك. خوفك من هذه الأساسيات يعني أنك نصف متعلم، أو أن هذا المجال غير مجد وقائم على “الفهلوة” ! (مثل مجالات التسويق الشبكي او PTC)
5- المبرر المعتاد !
دائماً ما أجد المبرر المتكرر لدى هؤلاء الأشخاص سواء حَسني النية أو سيئيها، هو أن هؤلاء المبتدئين فاشلين أو كسالى لا يجتهدون في البحث عن المعلومة، ولا يجب أن تقدم لهم المعلومات جاهزة. نعم قد يبدو هذا الكلام صحيحاً وأتفق معه من حيث المبدأ ولكنه لا ينطبق على كل الحالات.
فعندما تضع شخصاً في وسط البحر يجب أن تعلمه كيف يسبح وليس أن تعلمه بشكل نظري ثم تطلب منه أن يسبح بمفرده! هذا الأمر غير منطقي، عندما تجد أن معظم من دربتهم لم يستفيدوا شيئاً فهذا يعني أن المحتوى الذي تعلمه غير مجدٍ، ويجب أن تحسنه وليس أن تعلقه على شماعة الآخرين. الأمور لا تقاس من خلال منظورك أو من خلال مدح الآخرين، بل من خلال النتائج الفعلية، لذلك لا يجب أن ينساق الجميع وراء هذا المبرر.
كلمة أخيرة
هدفي الرئيسي من هذه المقالة ليس انتقاد من يقدمون محتوى تدريبي أو ندوات أو كورسات أو برامج أو شروحات أو كتابات سواء بشكل مجاني او مدفوع، إنما أنا أتحدث عن الجدية والمهنية في التعامل، هذا الأمر يجب أن تكون الأمور فيه صريحة وواقعية تماماً ولا يصح مطلقاً أن يكون فيه تجميل أو إخفاء لأي جزئية ولو كانت صغيرة لأنه يتعلق بمصائر الآخرين ومستقبلهم..
من يقرأ لك أو يدفع مالاً لك هو أشبه بشخص غريق يبحث عن طوق نجاة أو يريد أن يحسن أوضاعه، لا يجب أن تلعب على هذه المشاعر و الاحتياجات أو ان تغويهم بأشياء ليست حقيقية، فهي أكبر من أن تكون سلعة أو تجارة أو وسيلة للشهرة.
عندما تريد أن تحفز بعض الأشخاص كي يسلكوا طريقاً معينةً، يجب أن تقدم لهم مساعدة حقيقية وليس مجرد وصف الطريق لهم، إذا أردت أن تساعد المحبطين واليائسين حاول أن تساعدهم للوصول إلى بداية الطريق، وليس مجرد ومضات يفرحون بها ثم بعد ذلك يعودون إلى نقطة الصفر..
إذا أردت أن تتربح من تقديم علم أو معرفة فهذا ليس عيباً، ولكن يجب أن يكون حقيقياً وثرياً ويستطيع هؤلاء بالفعل أن يحققوا منه أهدافهم، إخفاؤك عنهم المعلومات أو تزيين الواقع المرير هو في حد ذاته غش وخداع.
لذلك سواء كنت تقدم هذا الأمر بشكل مجاني أو مدفوع، إن كنت وقعت في الأخطاء التي سبق ذكرها فأنت لا تختلف عن جرائم هؤلاء المخادعين، لأنك تسبب في إضرار الآخرين وجعلتهم تائهين حائرين بعد أن ساروا معك في هذا الطريق. لا تغريهم بشيء وفي النهاية تتنصل من المسؤولية، وإذا لم تكن بقدرها فلا يجب أن تجعلهم يسيرون معك من البداية.
تعليقات
إرسال تعليق