العمل الناجح يبدأ بفكرة جيدة
هذا المبدأ ألهم عشرات الأجيال بأن يصبحوا رواد أعمال متفائلين. كما أنها زادتهم يقيناً بأن الفكرة الجيدة والعمل الكثير هما كل المطلوب من أجل الوصول للثروة. لكن – ومع الأسف – هناك جانب آخر مهم لتلك المعادلة لأن نجاح العمل صاحب الفكرة الجيدة لا يعني بالضرورة أن تلك الفكرة هي السبب الرئيسي للنجاح.
نبعت الكثير من الأعمال من أفكار عظيمة، لكنها انهارت فيما بعد أو كانت ضحية للمنافسين أو فشلت من أجل العودة مجدداً. لكن، ما سبب هذا الفشل في العموم؟
1- الأفكار جيدة لكنها ليست فريدة من نوعها
عند وجود منافس لك في مجال عملك، فأنت أمام حل من اثنين:
- أن تخرج من المنافسة قبل التمويل.
- أن تضيف إلى فكرتك المزيد كي تكون مميزة، وبالتالي تستطيع التواجد في سوق العمل.
لذا وجب الانتباه.. يوماً ما، سوف تتطور الفكرة لتتحول إلى عمل مربح.
هناك احتمال كبير دوماً بأن يظهر منافس لك، مما يهدد استمرار عملك. هذا المنافس ربما يكون – وفي الغالب يكون – خبيثاً، لذلك انتبه جيداً لنقاط قوة وضعف أفكارك.
2- التوقيت عامل مهم جداً
مثلما وضح بيل جروس – مؤسس شركة Idea lab – أن هناك عدة عوامل مسؤولة عن نجاح الأعمال، والعامل الأهم هو اختيار التوقيت المناسب.
الفكرة الجيدة التي تظهر دون استعداد السوق لتقبلها، ربما تفشل بالرغم من إمكانياتها. تخيل ظهور تقنية ما دون استعداد المستهلكين لتقبلها مثل نظارات جوجل أو حتى المسرحيات الهزلية التي تظهر على شاشة التلفاز والتي تحمل من الدعابة ما يسبق عصرها.
كلا الفكرتين بالرغم من قوتهما وإمكانياتهما العالية إلا أنهما انهارا.
وبالمثل أيضاً، فإن الفكرة التي تظهر متأخرة – عندما يأخذ المستهلكين كفايتهم منها أو تتغير إلى اتجاه آخر – تفشل حتماً لأن لها نفس التأثير.
ضبط توقيت ظهور العمل أمر بالغ الأهمية لإنجاحه.
3- ما على الورق لا يحاكي دوماً الواقع
نأمل عند وجود فكرة جيدة، أن توجد أيضاً خطة عمل جيدة لها. تتواجد خطط العمل حيث تتجسد تفاصيل المشروع المراد، بدءاً بالأشخاص المعنيين لشراء المنتج، ومروراً بالتوقيت المحدد للانطلاق، وحتى الموضع الذي تكون فيه رابحاً.
من الناحية النظرية، ربما يدعم الناس خطتك حتى تظهر وكأنها ناجحة لا محالة، لكن واقع الحياة لا يكون دوماً بالطريقة المدونة على أوراقك. ربما لا يكون المستهلكون على قدر الاهتمام الذي أظهرته أبحاثك عن السوق. كما أن التكلفة الحقيقية ربما لا تكون محكمه كما كانت عند وضع الخطة.
هذه العوامل غير المتوقعة تُشَكّل خطراً دوماً حتى على أفضل الأفكار.
4- تغيُّر الظروف
محيط العمل متغير دوماً. التقنيات الجديدة تتطور باستمرار. الاتجاهات تتغير. الاقتصاد يتذبذب بين فترات من الإنفاق وفترات من التدبُّر وخوف المستهلكين. الظروف التي يبدأ عملك بها في الظهور تختلف حتماً عن الظروف التي تواجهها لعدة أشهر لإنجاح هذا العمل.
الأعمال الجيدة ليست تلك الأعمال التي تعتمد على فكرة معينة ولا تقوم بتطويرها لسنوات. لكنها تلك الأعمال التي تتخذ الفكرة، ثم تغيرها وتطورها تبعاً للظروف.
لذا.. أفكار الأعمال العظيمة يجب أن تكون مرنة بما يكفي لتطور من رواد الأعمال الموهوبين ذوي البصيرة، وذلك بمرور الوقت ووفقاً للظروف المتغيرة.
5- التنفيذ مهم تماماً مثل التخطيط
هذا يعيدنا إلى فكرة أن ما على الورق لا يماثل الواقع تماماً. تذكر فقط أن فكرة العمل تكون جيدة عندما تتوفر القدرة على تنفيذها. فإذا كان لديك خطة قوية لعمل ما، فكل ما تحتاج إليه هو مدير ماهر للإشراف عليها. أما إذا كان لديك أهداف مالية تطمح إليها، فأنت تحتاج لمراقب كفء لمساعدتك على تحقيقها.
تكوين فريق العمل هو أهم جزء في هذه العملية. فبدون فريق قوي، حتى أفضل الأفكار يمكنها أن تفشل. الموارد البشرية من أهم الأولويات.
إذا كان لديك فكرة جيدة وتريد إنشاء مشروعك الخاص، فلا تجعل هذه الأسباب تثنيك عن قرارك. بداية أي عمل تكون قاسية، وجعل هذا العمل ناجحاً أشد قسوة.
لكن.. إذا بدأت عملك بالدراسات الصحيحة والرؤية المناسبة للتطور، فأنت لن تسقط أبداً ضحية للمفاهيم الخاطئة التي أوقعت الكثيرين.
المصدر
تعليقات
إرسال تعليق