أحبب ما تعمل إلى أن تعمل ما تحب… هذه المقولة التي تربينا عليها وسمعناها كثيراً وواسينا أنفسنا بها حين نجد أننا لا نحب ما نعمل…
لكن دعني أقول لك هنا، أحبب ما تعمل واعمل ما تحب… معاً…
أكثر من 70% من الأشخاص لا يعملون في المهنة التي كانوا يريدون العمل بها عندما كانوا صغاراً… . ووجدوا أنفسهم قد دخلوا الجامعة في اختصاصات بعيدة تماماً عما يحبون وعملوا لاحقاً في أعمال لا تمت بصلة للهوايات التي كانوا يقضون أوقاتهم فيها وربما يتركون دروسهم لأجلها…
السباحة… القراءة… جمع الطوابع ربما أو ركوب الخيل… العزف والغناء… الكتابة وحتى الطبخ… التصوير… التزلج على الماء… النحت… وغيرها… هوايات كثيرة مارسناها في طفولتنا ومراهقتنا وتركناها مع زيادة المسؤوليات والعمل والضغوط التي تواجهنا في الحياة… لكن هنا سأخبرك عن سبعة أسباب تجعلك تعود لتمارس هوايتك المفضلة في أوقات فراغك وتعود من جديد لتقوم بما تهوى إليه نفسك وتحبه وتشتاق إليه…
تغيير الروتين وتجديد الشغف
لا يمكن لشيء أن يقتل الإبداع في الإنسان مثل الملل والروتين المتكرر بشكل يومي على مدى سنوات طويلة، وعمل بدون إبداع هو عبارة عن مجرد مهام يقوم المرء بتنفيذها في عمله والانتهاء منها دون أن تؤدي إلى تطوير نفسه والارتقاء بعمله ومستواه، ودائماً البقاء في ذات المكان دون تطور أوتحسين في العمل يقتل شغف المرء بهذا العمل ويؤدي به مع مرور الوقت إلى كرهه وسوء الأداء فيه…
لذلك يحتاج المرء في كثيرمن الأوقات إلى كسر روتين حياته والابتعاد بنفسه عن الأشياء المعتادة التي يقوم بها كل يوم والمهام الموكلة إليه، ولا شيء أفضل من هواية بسيطة تقضي بها وقتاً قصيراً تعيد لك الشغف وتحيي في نفسك روح الإبداع فيتجلى في لوحة مرسومة أو معزوفة جميلة، أو ربما مقال خفيف كهذا المقال…
تفريغ نفسي من ضغوطات الحياة وإفراغ المشاعر السلبية التي يشعر بها المرء
الحياة ليست سهلة ونحن – للأسف – لا نعيش في عالم مثالي خالٍ من المنغصات والعقبات، وكل ما حولنا يجعلنا نعيش ضغوطات نفسية عصيبة ونمر بالكثير من المشاعر السلبية من غضب وحزن وألم وفراق ويأس وغيرها من المشاعر التي تعصف بنا كل الوقت، فلا بد من وسيلة لتفريغ هذه المشاعر غير الشجار مع الزملاء والعائلة والصراخ بوجه الآخرين طيلة الوقت أو إدمان العادات السيئة مثل التدخين أوما هو أسوأ من التدخين…
من المعروف أن الرياضة والرسم والموسيقى وحتى الكتابة هي إحدى أساليب العلاج النفسي المستخدمة وبالتالي إن كانت هوايتك واحدة من هؤلاء أو شيء آخر غريب جداً مختلف عنها، ستملك بنفسك وسيلة معالجتك من الضغوط النفسية التي نمر بها في هذه الحياة الصعبة…
مصدر دخل إضافي في حال ترك الشغل
ماذا لو فقدت عملك في يوم ما دون أن تكون قد عملت حسابك لهذا الأمر، ماذا لو ساءت ظروف بلدك كما حدث في كثير من الدول ووجدت نفسك بلا وظيفة ولا أحد يحتاج شهادتك الجامعية أو خبرتك لتعمل بها… هل ستجلس في المنزل تحسب الساعات والدقائق تمضي دون فائدة ؟!!
أعتقد أن أي هواية تقوم بها هي بوادر مشروع ناجح جداً لك، وقد تجد أنه يدر لك ربحاً قد يساوي أو يزيد ما تكسبه من مهنتك التي تعمل بها…
أعملُ في التطريز اليدوي في أوقات فراغي وأكتب بشكل حر لبعض المواقع، هاتان هوايتان وجدتُ فيهما مصدر دخل جيد في الفترة التي كنتُ فيها بلا عمل، والأجمل استمتاعي الكبير أثناء قيامي بهذا العمل…
استغلال الوقت في شيء مفيد
مهما كنت تعمل لفترات طويلة ويأخذ عملك منك وقتاً طويلاً مع بعض الالتزامات العائلية، لابد أنه يتبقى لديك بعض الوقت الذي تقضيه غالباً متنقلاً بين وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أو بين محطات التلفاز التي لا تعرض إلا كل ما هو تافه وغير لائق ويستخف بالعقل إلا ما رحم ربي من بعض البرامج أو القنوات…
وممارستك لأمر تحبه ونفسك تشعر بالراحة أثناء عمله سيملأ ما لديك من وقت إضافي مهما كان بسيطاً دون أن يكون فيه إضاعة للوقت.
استخراج الحلول للمشاكل أثناء حالة الصفاء الذهني التي يعيشها المرء أثناء ممارسته
كم مرة وجدت أن هناك مشكلة كبيرة في العمل أنت غير قادر على حلها وكلما حاولت التفكير بحل ما استعصت عليك أكثر؟ بعض المشاكل لا يمكن إيجاد الحلول لها إلى في حالة من الصفاء الذهني التام والذي يصعب الوصول له وأنت ضمن العمل، تحتاج أن تخرج من جو العمل وتنفصل عنه بشكل تام حتى يرتاح عقلك ويسترخي وبالتالي تكون في حالة راحة ذهنية فتخرج لك الحلول دون أن تتعب نفسك في طلبها…
ألم تعرف حل تمرين رياضيات استعصى عليك أثناء الدراسة وأنت تستحم أو قبل أن تنام؟؟ أو تتذكر مكان شيء أضعته أثناء غسيل الصحون في المطبخ أو الجري صباحاً…
وأنت تمارس هوايتك التي تحب ستكون في نفس حالة الصفاء الذهنية التي تكون بها قبل النوم وعقلك سيكون في حالة عمل ولكن باسترخاء وهذه من أفضل الحالات للتفكير في حل المشكلات.
التعرف على أشخاص جدد خارج نطاق عملك وتكلفات الحياة
أثناء فترة دراستنا الجامعية كان أصدقاؤنا غالباً من نفس الكلية التي ندرس بها وبعد التخرج صار أصدقاؤنا هم زملاؤنا في العمل أنفسهم أو ما يتعلق بالعمل، لكن العلاقات الاجتماعية أوسع بكثير من زملاء عمل أو رؤساء ومرؤوسين، وأنت لست الموظف الفلاني في الشركة الفلانية أو مدير شركة ما… أنت أكثر من هذا… أنت إنسان اجتماعي، لست موظفاً تعامل غيرك بهذه الطريقة أو مدير تعامل الناس كموظفين… تحتاج أن تخرج من هذه الدائرة التي حبست نفسك فيها، لعب الرياضة مثلاً يجعلك متدرباً عند مدرب ما أو مدرب لغيرك… ستجد أنك أحييت بداخلك روحاً أخرى غير التي تعرفها وعشت حياتك بطريقة أجمل وأكثر تنوعاً وجمالاً…
علاج للاكتئاب… وتغيير في حياتك…
انتظم في ممارسة هوايتك لمدة ما، مدة أنت تعرفها وتعرف كم تحتاج ليؤثر فيك هذا التغيير، وستجد كيف تغيرت نفسيتك تماما وتحولت طباعك وأن الضغوط ما عادت تؤثر عليك وأنك صرت تستمتع بعملك وتبدع فيه وتخرج بأفكار جديدة خلاقة تضيف لك وللعمل الذي أنت فيه… وربما وجدت دخلاً إضافياً لك تحصل عليك وأنت تمارس ما تحب…
تعليقات
إرسال تعليق