هناك عدد لا يمكن حصره من الأبحاث التي تقترح أن الذكاء العاطفي (EQ) يؤثر على أداء الشخص في عمله، وبعد اختبار حوالي مليون شخص، وُجد أن هذا الذكاء كان السبب بنسبة 58% من النجاح لهؤلاء الأشخاص – والذين يعملون في مهن مختلفة – وأن ذوي ال (EQ) العالي يكسبون مال أكثر من ذوي النسب الأقل.
ويكفي القول أن الذكاء العاطفي هو طريقة فعالة لتركيز طاقتك في اتجاه واحد للحصول على نتائج مذهلة في النهاية، ولكن هناك شيء يجب أن تضعه في اعتبارك أن الذكاء العاطفي سيكون دون جدوى لو لم تكن شخصاً صادقًا وصريحًا.
ودراسة حديثة في جامعة واشنطن وجدت أن الناس لا يتقبلون مظاهر الذكاء العاطفي فقط، ويتشككوا به، ويفضلون أن يكون الشخص صادق وصريح ايضاً.
وقالت الباحثة “كريتستينا فونج” في بحثها حول علاقات العمل “زملائك في العمل ليسوا آليين فهم يفكرون في مشاعر من حولهم، ويهتمون إن كانت حقيقية أم مزيفة”.
ونفس الدراسة أثبتت أن القادة الصادقين المهتمين فعليًا أكثر قدرة على تشجيع العاملين معهم، لأنهم يوحون بالثقة والإعجاب من خلال أفعالهم، وليس فقط بالكلمات.
ويمكنك أن تنزل لأسفل لتعرف إن كنت شخص صادق وصريح، بمقارنة الصفات والعادات الاثنا عشر للصادقين وبين ما تقوم به.
الصادقين لا يحاولون جعل الأخرين يشبهونهم
يعرف الصادقين أن بعض الأشخاص قد يشبهونهم في حين لا يفعل البعض الأخر، ويتقبلون ذلك بصدر رحب، ومن الممكن أن يقوموا بقرارات غريبة تجعلهم غير محبوبين حتى يتم تأدية المطلوب بطريقة صحيحة.
وكذلك لا يتوقون إلى الانتباه لذلك لا يتباهون أمام الجميع بإنجازاتهم، ويعلمون إنهم لو تحدثوا بطريقة ودية واثقة مهذبة سيجذبون الانتباه أكثر مما لو حاولوا إظهار أهميتهم، فالناس يميلون لمن يعرف كيف يتحدث بطريقة صحيحة.
لا يحكمون على الأخرين
الصادقون أشخاص متفتحو الذهن، ما يجعلهم مقَدرين من الأخرين، فلا أحد يحب أن يتحدث مع شخص كون رأي مسبقاُ عنه ولن يستمع إليه.
ووجود شخص ذو عقل متفتح في مجال العمل شيء جيد، فذلك يعني أن تحصل على المساعدة والرأي الصائب بدون أحكام مسبقة أو الرغبة في جعلك تؤمن بشيء معين لتحظى بالقبول.
يشقوا طريقهم الخاص في الحياة
الصادقون لا يحصلون على السعادة والرضى من اراء الأخرين، فهم أحرار يتبعون بوصلتهم الداخلية، ويعلمون من هم في الحقيقة ولا يتظاهرون بكونهم شخص أخر، وقرارتهم تنبع من مبادئهم الخاصة، ويفعلون ما يؤمنون إنه الخيار الأصح ولا يهتمون بمدى إعجاب الأخرين به.
كرماء
نعمل دوماً مع أخرين يخفون شيء ما، سواء معلومة أو مصدر، وهذا يشعرهم بالقوة والأمان، على عكس الصادقون الكرماء بمعلوماتهم ومعارفهم ومصادرهم، هم يريدونك أن تقوم بمهمتك كأفضل ما يمكن وبارعين في العمل كفريق، ولديهم الكمية الكافية من الثقة التي لا تجعلهم يخشون من أن نجاحك سيجعلهم يبدون بشكل سيء، فنجاحك لا يتعارض مع نجاحهم.
يعاملون الجميع باحترام
سواء يتعاملون مع عملاء مهمين أو نادل يأخذ طلباتهم في مقهى، يتصرفون بأدب واحترام، ولا يفعلون ذلك بصورة واعية لاكتساب الاعجاب بل لأنهم يؤمنون أن الجميع سواسية.
دوافعهم ليست مادية
لا يحتاجون لممتلكات فخمة لامعة ليشعروا بالرضا، ليس معنى ذلك إنهم يشعرون بالسوء لشراء الأشياء الجميلة، ولكن ذلك لا يسبب لهم الشعور بالسعادة، التي تنبع من أشياء أبسط مثل الأصدقاء والعائلة وغيرها من الأشياء غير المادية.
محل ثقة
ينجذب الناس للصادقين لأنهم يشعرون بغريزتهم إنهم محل ثقة، فمن الصعب أن تحب شخص ما عندما لا تعرف بماذا يشعر أو في ماذا يفكر، ولكن الصادقون يعنون ما يقولون وعندما يلتزمون بشيء ما لا يتراجعون.
عندهم قدرة كبيرة على التحمل
لديهم القوة الكافية التي لا تجعلهم يشعرون بالإهانة من كل تعليق، ولو انتقد شخص ما واحدة من أفكارهم لا ينظرون للأمر على إنه هجوم شخصي، ولا يقفزون إلى الاستنتاجات مباشرة، ويبدئون في التفكير بالانتقام، فهم يستطيعون التفرقة بين النقد الموضوعي والهجوم الذي يهدف إلى الإيذاء، ويقومون بذلك دون الانغماس في مشاعر شخصية.
لا تتمحور حياتهم حول هواتفهم المحمولة
من أكثر الأشياء إثارة للغضب عندما تكون في منتصف مناقشة وتجد من يكلمك يتركك ليرسل رسالة قصيرة أو يلقي نظره على هاتفه، لكن الصادقون لا يقومون بذلك، وعندما يبدئون في حديث مع شخص ما يضعون فيها كل طاقتهم وتركيزهم، لذلك يحب الكثيرون الحديث معهم، فعندما تقاطع الأخرين لتنظر إلى هاتفك المحمول عقلك يمتنع عن التركيز في المحادثة وتصبح مشاعرك وأفكارك خارجها طوال الوقت، ولكن على العكس، الاهتمام يجعلك الأخرين يسألون أسئلة ذكية وتصبح المحادثة أكثر تشويقاُ.
غرورهم لا يقودهم
لا يقومون باتخاذ القرارات بدافع التباهي، فهم لا يحتاجون لإعجاب الأخرين ليشعروا بالرضا عن نفسهم، ولا يحاولون كذلك سرقة نجاحات الأخرين وإنجازاتهم، يفعلون ما يجب عليهم دون أن يحتاجوا لأضواء مسلطة عليهم طوال الوقت.
ليسوا منافقين
يقومون بما ينصحوا به الأخرين، ويفعلون ذلك دون وعي أو نية مسبقة وذلك على عكس الكثير من المنافقين الذين لا ينتبهون إلى خطئهم هذا ويتعامون عن نقاط ضعفهم.
لا يتفاخرون
جمعينا عملنا مع اشخاص لا يتوقفون عن التباهي بإنجازاتهم وأنفسهم، هل سألت نفسك لماذا يفعلون ذلك؟
إنهم يتفاخرون ويتباهون لأنهم يشعرون بعدم الأمان والقلق من كونهم في حال لم يشيروا لإنجازاتهم لن يلاحظها أحد.
الصادقون لا يحتاجوا إلى التفاخر، فلديهم الكثير من الثقة بأنفسهم وبما فعلوا في حياتهم، ويوقنون بحقيقة إنك عندما تقوم بشيء هام بالفعل فستتم ملاحظته سواء تكلمت عنه أم لم تفعل.
الخلاصة
الصادقون والأشخاص الحقيقيون الصرحاء يعلمون من هم حقاً، واثقون من أنفسهم، حاضرين بالنسبة للأخرين، ولا يهدفون للحكم على من حولهم أو معرفة أهدافهم الخاصة وأفكارهم.
تعليقات
إرسال تعليق