التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل حقاً نستخدم 10% فقط من أدمغتنا؟


كثيراً ما نسمع عن أن للدماغ قدرات كامنة لا يستخدمها .. و أن الإنسان العادي يستخدم فقط 10% من دماغه بينما العباقرة اكتسبوا عبقريتهم من استخدامهم لنسبة أكبر
من أين نشأت هذه المقولة؟ و يا ترى هل هي صحيحة علمياً؟
تابعوا معنا في هذا البحث ..
إن تابعت فلم Limitless فستعرف عن ما اتحدث.. تتكلم قصة الفيلم عن كاتب فاشل لا يستطيع القيام بشيء ذي فائدة ابتداءاً من حياته اليومية و انتهاءاً بوظيفته، لكن في يوم من الأيام يلتقي بشخص و يمنحه عقاراً دوائياً مازال تحت التجريب واعداً إياه بأنه سيعود بعد أول جرعة متلهفاً للمزيد..
يقول له على حد زعمه أن يرفع استخدام دماغه للحد الأقصى .. و في نهاية الفيلم نرى بعد تسلسل الأحداث أن ذلك الكاتب الفاشل تسلَّق السلم ليقود حملة انتخابية للترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة!
طبعاً لو كان فعلاً شي من هذا القبيل كنا رأينا هذه الفئة من ذوي العبقرية المكتسبة يسخرون قدراتهم الفكرية للتحكم في مصائر الناس بأهوائهم و حكم العالم .. لكن للأسف هذه مجرد أسطورة تنتمي إلى العلم الزائف و أثبتت الأبحاث و الدراسات المطولة أن الإنسان يستخدم كل جزء من دماغه بفاعلية كاملة .
قبل مناقشة الأسباب التي تنقض هذه المقولة علينا سؤال أنفسنا .. من أين نشأ هذا الاعتقاد؟
تعود جذور هذه المقولة إلى أواخر القرن التاسع عشر و ما قبل نصف القرن العشرين حيث حدث إساءة في فهم كلام العلماء بالاضافة إلى التلاعب به .. حيث نشر الكاتب لويل توماس عام 1936 في كتابه قائلاً: “كان البروفيسور ويليام جيمس يقول أن الإنسان العادي فقط يطور 10% من قدرته العقلية الكامنة” … نعم قال البروفيسور هذا الكلام لكنه لم يذكر النسبة أبداً!
و طبعاً لم يكن هذا الكتاب هو الأول الذي احتوى هذه الفكرة المغلوطة .. ففي عام 1929 تم نشر كتاب “أساطير العقل: اكتشاف المعتقدات حول العقل و الدماغ” الذي كتب فيه: لا يوجد حدود لما يستطيع الدماغ البشري فعله! يخبرنا العلماء بأننا نستخدم حوالي 10% فقط من قدرة دماغنا!
و هذا ما حدث .. استمرت هذه الفكرة بالدوران في المجتمعات بعد أن كانت معتقداً خاطئاً لتصبح هدفاً تسويقياً للعديد من كتب التحفيز الذاتي و المزعج في الأمر أن هذا الاعتقاد لا زال سائداً و بقوة حتى في وقتنا الحاضر!
لكن العلماء لا يصدقون كل ما يقال لهم إلا بعد تمريره على سلسلة صارمة من التجارب و الأبحاث .. والآن سنناقش هذه المقولة و نحللها و نرى إن كانت تتمتع بالمنطقية التي تجعلنا نتقبلها أم لا.
قام المختص في علم الأعصاب العالم باري بيرستاين بوضع 7 دلائل تدحض خرافة الـ 10%

1- دراسات ضرر الدماغ

إذا كان 90% من الدماغ لا يستخدم, بالتالي الضرر لهذه الأماكن التي لا تقوم بوظيفة ما لن يعيق الأداء أبداً، لكن في الواقع لا يوجد منطقة في الدماغ يمكن أن تصاب بتضرر دون أن يفقد صاحبها قدرات معينة، حتى أقل ضرر لأماكن صغيرة جداً قد يكون له آثار مدمرة!

2- الدماغ فعال بشكل دائم

أظهر تصوير الدماغ أن المرء أياً كان ما يقوم به، فإن دماغه يبقى دائماً فعّالاً ، قد تكون هناك مناطق تكون أكثر فعالية من مناطق أخرى في بعض الأوقات لكن لا يوجد أي قسم من الدماغ لا يعمل بشكل نهائي.

3- معدل استهلاك الدماغ المرتفع

للدماغ معدل استهلاك مرتفع بالنسبة لبقية الجسم، فوزنه يشكل 2% من وزن الجسم لكن استهلاكه للغذاء و الأوكسجين يعادل 20%!! فلماذا يضحي الجسم بهذه النسبة الكبيرة من الطاقة و الغذاء و الأوكسجين على عضو لا يُستخدم 90% منه !؟

4- تصوير الدماغ (التصوير العصبي)

باستخدام تقنيات مثل الرسم السطحي لانبعاث البوزيترون و التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تمت مراقبة الدماغ الحي أثناء عمله. و أظهرت أنه حتى خلال الأوقات التي يكون فيا النشاط الجسدي و العقلي منخفضاً كالنوم فإن أجزاء الدماغ جميعها تظهر نشاطاً. و فقط في الحالات التي يكون ضرر الدماغ فيها بالغاً للغاية تكون بعض أجزائه “صامتة”.

5- التوطين الوظيفي

بدلاً من أن يتصرف الدماغ ككتلة واحدة .. إن فيه مناطق مختلفة مختصة بتحليل مختلف أنواع المعلومات و بعد عقود من الأبحاث تم وضع خريطة لوظائف المناطق المتعددة للدماغ و لم يتم الكشف عن أي منطقة عديمة الوظيفة.

6- التحليل المجهري

عن طريق استخدام طريقة تسجيل الوحدة الواحدة .. أدخل العلماء قطباً كهربائياً صغيراً إلى الدماغ لمراقبة نشاط خلية واحدة. فلو كان 90% من هذه الخلايا لا تستخدم لكانت كشفت هذه التقنية عن هذا.

7- الأمراض العصبية

الخلايا العصبية التي لا تستخدم يكون لديها ميول لأن تضمحل و تموت و بناءاً على ذلك: إذا كان 90% من الدماغ غير فعالاً لكانت عمليات التشريح لأدمغة البالغين كشفت عن عمليات تحلل دماغية واسعة النطاق.
إذاً جميع البشر متساوون .. و كلهم يستخدمون أدمغتهم 100%، لكن هذا يضعنا أمام السؤال الأهم: كيف يتميز بعض الأشخاص في مجالات الحياة المختلفة و ينجزون أمورهم بعبقرية؟ كيف يكون بعض الناس أذكى من البعض الآخر؟
الجواب هو: المثابرة.
يقول توماس أديسون: العبقرية هي 1% إلهام , و 99% اجتهاد شخصي.
فعندما تبقى جالساً دون أن تحفز عقلك و تحاول أن تستغل وقتك في اكتساب مهارات جديدة .. فالنتيجة طبعاً ستكون عدم تحقيقك لشيء يجعلك عبقرياً أو مميزاً
دائماً فكر .. دائماً طوّر .. دائماً ثابر .. هذه هي الطريقة!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لهذه الأسباب ينبغي عليك أن تشارك معرفتك مع الآخرين

يقول الأديب والمفكر العالمي ليو تولستوى : “لا علاقة بالنجاح بما تكسبه في الحياة أوتنجزه لنفسك ،النجاح هو ماتفعله للآخرين”. قد يكون الكثير منّا يطبق هذا المصطلح لكن دون وعي مثل أشياء كثيرة نفعلها ولا ندري ما هو تعريفها، وعندما تتعرف أكثر على الشيء الذي تفعلهتجد متعة وشغف أكثر مما سبقعندما تفعله مرة أخرى. هذا ما سيحدث لك أيها القارئ الفاضل بعد قراءة هذا المقال. حاول علماء عدّة أن يضعوا تعريفًا واضحًا لمشاركة المعرفة، ولكن لم يكن لعملية مشاركة المعرفة مفهومًا واحدًا فيما بينهم. فقد رأى كل من(Ryu, Ho, and Han) عام 2003أن مشاركة المعرفة هي “سلوك الفرد نحو نشر المعرفة المكتسبة داخل المنظمة”.

6 سمات تجدها في شخصية المبرمج

عندما تجد أحدهم يسير في الطريق و أصابعه تتحرك بتلقائية فهو ليس بالضرورة أن يكون عازف “بيانو” – و ليس بالطبع نشال – .. فإعلم انك من الممكن ان تكون امام ممتهن مهنة العصر…انه المبرمج .. أتذكر عند أوراقي لجهة و عند سؤال المسؤول عن مهنتي .. أجبت بكل فخر: “مبرمج”.. وجدته أنفجر ضاحكا .. التفت حولي لأجد الجميع يضحكون أيضا ! .. ثم قال لي  ضاحكا: “يعني بتعمل ايه؟” ! تلك الشخصية الجديدة في مجتمعنا لها خصائصها الفريدة التي تم اكتسابها بحكم عمله اليومي.. سأحاول هنا سرد بعض تلك الخصائص….

لأصحاب القلوب الحديدية: الرياضات العشر الأخطر في العالم !

الدماغ البشري لا يتوقف عن الإختراع في جميع النواحي ومجال أخطر الرياضات في العالم بات هوس الكثيرين والكثيرين جداً، فهناك الكثير من الرياضات الخطرة التي لا يمارسها إلا أصحاب القلوب الحديدية، ويتم تحديث هذه الرياضات عاماً بعد الآخر وإستبعاد الأقل خطراً من قائمة الإثارة لمحبي المغامرة القصوى. لا أقصد بكلامي هذا ركوب الأمواج أو ركوب الخيل أو التزلج على الجليد.، وإنما أريد أن أشير في هذا المقال إلى أكثر وأحدث عشرة رياضات خطراً وحبساً للأنفاس، تلك التي تجعل من الأدرينالين يتدفق بقوة ضمن أوعيتك الدموية وتجعل قلبك يخفق بشدة لدرجة التوقف أحياناً.