سنتحدث في هذه المقالة عن بيئة المذاكرة المثالية التي ستساعدك حتماً في عملية التحضير الامتحاني، فتابع معنا!
الموسيقى… ضارة أم نافعة؟
يستمع الكثير من الطلاب إلى الموسيقى والأغاني أثناء قيامهم بالقراء، الكتابة، والبحث. لكنّ السؤال المطروح هنا، هل فعلاً تساعد الموسيقى في المذاكرة أم أنّها على العكس مؤذية؟ هناك الكثير من الأبحاث المتعلقة بهذا الموضوع لكن من بين الأبحاث المهمة في هذا المجال، يمكننا أن نجد هذه الدراسة الممتعة من جامعة جونز هوبكنز، إحدى كبرى الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تنصح باستخدام الموسيقى في الصفوف الدراسية! وخاصةً الموسيقى الكلاسيكية من أعمال موزارت، وشوبان وغيرهم.
لكن احرص على ألا ترفع الصوت كثيراً كي لا تضر بصحة أذنيك!
الضجيج في الخلفية
هناك الكثير من الطلاب وخاصة الذين يتشتتون بشدة أثناء مذاكرتهم يواجهون مشاكلاً في المحافظة على تركيزهم عند تواجد كماً قليلاً من الضجيج حولهم، مما يأخذهم بعيداً عما يذاكرونه ويدخلهم عنوةً في الحديث الدائر أمامهم.
وعلى النقيض من ذلك، فهناك الكثير من الطلاب الذين لا يستطيعون المحافظة على تركيزهم في الأوساط الهادئة كالمكتبات مثلاً ويذهبون إلى المقاهي والأماكن المزدحمة ليقرأوا ويذاكروا.
فإلى أي مجموعة تنتمي أنت؟ هل تفضل الصمت والهدوء أثناء المذاكرة؟ أم إنك من الأشخاص الذين يعشقون الأوساط المزدحمة كالمقاهي والحدائق؟! قم بتجريب الأوساط المختلفة وتعرّف على نفسك أكثر فهذا وبلا أدنى شك سيساعدك في اختيار المكان الأفضل لمذاكرتك!
الإضاءة
إنّه لمن المستحيل أن تقوم بالقراءة والمذاكرة عندما تحاول عينيك استخراج الحروف والكلمات من الكتب والمحاضرات بسبب الضوء الخافت، عداك عن الصداع الذي سينتابك حتماً جراء مطالعتك في هذه الإضاءة السيئة.
لذلك اعرِ انتباهاً شديداً للإضاءة في المكان الذي تدرس فيه. هل الضوء كافٍ في هذا الوقت؟ هل ستتغير الإضاءة في وقتٍ لاحق، على الرغم من كونها جيدة الآن؟ كل هذه الأسئلة عليك أن تأخذها بعين الاعتبار عند جلوسك للمذاكرة.
إضافةً إلى أنّ الإضاءة المسلطة على الكتاب الذي تقرأه، أو الورقة التي ترسم عليها يجب أن تكون مستمرة وثابتة، دون وجود خيالات أو أية توهجات زائدة. والضوء الطبيعي (ضوء الشمس)، بلا أدنى شك، هو أفضل ضوء للمذاكرة على الرغم من عدم توافره بشكلٍ ثابت. لكن يمكنك محاولة اللحاق به في ساعات الصباح الأولى قدر الإمكان، على الشرفة في الصباح الباكر، بجانب النافذة في أوقات الظهر.
الحرارة والرطوبة
يمكنك في ساعات الحر الشديد في الصيف الحار أن تبقى مركّزاً ومنتبهاً أثناء مذاكرتك، لكن بعد فترةٍ غالباً ما تكون قصيرة، يصبح الأمر غير قابلاً للتحمل! وكذلك الأمر بالنسبة لدجات الحرارة الباردة في الشتاء، عندها سيصبح كل ما تفكّر فيه هو كمية البرد التي تحيط بك.
لذلك عندما تذاكر في أماكنٍ يمكنك التحكم بدرجة حرارتها حاول المحافظة على درجة حرارةٍ ثابتة ومعتدلة. لكن إذا كنت في المقهى أو في المكتبة ولا تستطيع التحكم بذلك، فتأكّد من أخذك لكنزةٍ صوفية في أوقات البرد، وطلبك لكوبٍ من العصير البارد في أوقات الحر.
تباً… هناك شيءُ مسلٍ أكثر!
هاتفك الجوال، فيسبوك، تويتر، حتى كرة صغيرة موجودة على مكتبك يمكن أن تصبح من أعظم المصادر المسلّية في حياتك عندما تقوم بالدراسة والمذاكرة! وخاصةً عندما تذاكر شيئاً تعتبره مملاً أو صعباً، وتصبح المذاكرة مع وجود هذه الأشياء أمراًَ صعباً ومرهقاً.
والحل لهذه المأساة الدراسية هو مجدداً معرفتك لنفسك! هل تقوم بالتحقق من بريدك الالكتروني باستمرار؟ هل تجد نفسك تتحقق من الصور الجديد على الانستغرام أو تتحقق من التغريدات الجديدة على موقع تويتر كل دقيقتين؟ إذاً قم بإلغاء الملهيات والمشتتات هذه كلها. اغلق الانترنت، أو اطفئ هاتفك الجوال. قم بإبعاد كل ما يمكن أن يلهيك حتى من على مكتبك الدراسي. ولعلّ أهم شيءٍ يمكنك فعله هو قيامك بتنظيم وقتك. فإذا أعطيت نفسك 10 دقائق للتحقق من فيسبوك بعد كل قسمٍ مهمٍ وكبير تنجزه في مذاكرتك، فلن يصبح التحقق من الفيسبوك هو كل ما ترغب بالقيام به أثناء مذاكرتك!
الراحة
إذا كنت ممن تحب المذاكرة في المنزل، وتفضل أن تريح نفسك فتذاكر على سريرك مرتدياً لباس نومك المفضل فهذا أمرٌ جيد بالفعل، لكن عليك الحذر. ففي المرات اللاحقة يمكن أن تجد نفسك قد غططت في قيلولةٍ لم تكن قد خططت لها! والعكس صحيح أيضاً، فجلوسك على كرسيٍ صلبٍ وغير مريح يجعلك تترك كل شيء لتفكّر بالساعة التي تقوم بها من على هذا الكرسي.
لذلك فالحل هنا يتمحور بعدم اختيار مكانٍ مريحٍ جداً لدرجةٍ تجعلك تغط في نومٍ عميق، ولا مكانٍ مزعجٍ غير مريح ينسيك ما تقوم به ويلهيك عن التركيز والحفظ.
الأمكنة تحمل ارتباطات!
لطالما كان هذا المقهى هو مقهاك المفضل، كم قضيت من الأيام تجلس هنا على هذا الكرسي، تدرس وتحفظ وتذاكر، لكنّ وفي عطلة نهاية الأسبوع الماضية قمت بدعوة أصدقائك ليشاركوك سهرةً جميلةً تخللها المرح والتسلية. أتيت اليوم لمقهاك المفضل، فتحت كتابك وبدأت تطالع لتذاكر للامتحان، لتجد نفسك تفكّر بالأحاديث التي دارت بينك وبينهم بينما تقوم عيناك بالمطالعة! فالأماكن تحمل ارتباطاتٍ، ومحاولة تحويل مكانٍ كنت تستخدمه للتسلية والترفيه إلى بقعةٍ دراسية هو أمرٌ صعبٌ جداً.
إذاً، حاول دائماً أن تبتعد في اختيارك لمكان المذاكرة عن أن يكون هذا المكان مرتبطاً بأفعالٍ لا تمت بأي صلةٍ للمذاكرة والمطالعة، وحاول أن تلتزم بالمذاكرة في مكانٍ تخصصه لهذا الغرض، وتغادره عند قيامك بأي نشاطٍ آخر.
ابعد الساعة من أمامك
عندما تقوم بالمذاكرة، يمكن أن تكون الساعة هي عدوك اللدود أو صديقك الصدوق، فنظرك إلى الساعة بشكلٍ متكرر أثناء دراستك يمكن أن يضفي على عملية الدراسة ضغطاً كبيراً ويجعلك تتوتّر وتقلق وخاصة في الفترة القريبة قبل الامتحان. أو حتى يجعلك تفكّر في اقتراب وقت مسلسلك التلفزيوني المفضّل!
لذلك أبعد الساعة من أمامك، ثم قم بوضع أهدافٍ زمنية واضحة للدراسة، مما يساعدك على وضع القليل من الضغط، القليل فقط، ليدفعك على المذاكرة والإنجاز أكثر. لذلك لا تستخدم الساعة كمصدرٍ للقلق بل كمصدرٍ للتحريض والتقدّم.
مجموعات الدراسة والمذاكرة
يمكن أن تكون هذه المجموعات سلاحاً ذو حدين. فكثير من الناس ينجز أكثر عندما يذاكر في مجموعة فكل شخصٍ يحفّز الآخر على الحفظ والفهم، يبقيك تذاكر لفترةٍ أطول، كما أنّه يساعدك على الانتباه إلى الأشياء التي قد تكون فاتتك أثناء دراستك بمفردك. لكن أحياناً يمكن أن تكون هذه المجموعات مصدر إلهاءٍ وتشتيتٍ لك، فبطبعنا نحن نحب التحدث مع الناس وتبادل الأحاديث معهم وخاصةً إذا كانت المادة التي تقوم بمذاكرتها صعبة ومملة!
لذلك قم بوضع جدول زمني واضح لما تريد إنجازه، وضع قائمة بالأسئلة التي تريد مناقشتها مع المجموعة الدراسية اليوم. قم بتجنب إضاعة الوقت بالأحاديث الجانبية غير المرتبطة بالموضوع الدراسي مع زملائك. لكن لا تتردد بأخذ استراحاتٍ والتحدث معهم والتعرّف على أخبارهم، فبالنهاية هم أصدقائك!
فكما تناولنا في هذه السطور القليلة، فإنّ مكان استذكارك والجو المحيط بك هو من أهم المحددات لمدى فاعلية مذاكرتك. فإذا كنت لا تستطيع التركيز أو لا تشعر بالراحة الكافية للدراسة، فيجب عليك أن تتبع تلك النصائح لمساعدتك على اختيار المكان المناسب للمذاكرة الذي يعزز التركيز والحفظ، ويخفف التشويش!
بالتوفيق الدائم!
تعليقات
إرسال تعليق