لطالما تعجبنا من العملاق جوجل، ونستمتع بمنتجاته التي تسهل الحياة بشكل لم نكن نحلم به في الماضي، ونتساءل ما السر والسحر وراء نموه السريع وتصدره لشبكات الإنترنت حتى أصبح جزءًا لا يتجزأ منهـا .. وربمــا المُهيمـن عليها بشكـل أساسي ..
حسنًا لا يوجد أي سحر بالموضوع، ولكن هناك أسرار يكشفها لنا “جوبي كالايل” ويسميها ” المبادئ الأساسية للإبداع والابتكار “
يأتي الابتكار من أي مكان
يمكن أن يأتي الابتكار من أي مكان حولك خصوصًا الأماكن التي تتوقعها. على سبيل المثال كان هناك طبيبًا في طاقم عمل جوجل قد أجرى جدالًا مقنعًا أن جوجل لديها التزامات أخلاقية ومعنوية لتقديم العون والمساعدة لعمليات البحث بكلمات مثل “كيفية الانتحار” أو “كيف أنتحر” وقد أقنع الجميع بالمسؤولية حتى تم ضبط استجابة محرك البحث، فعند البحث عن تلك الكلمات يظهر في الجزء العلوي للشاشة عن أرقام الخط الساخن المجاني لمنظمة منع الانتحار.
وقد ارتفعت نسبة المكالمات بالمنظمة إلى 9% بعد ذلك بوقت قصير، وقد اُعتمد التغيير نفسه في كثير من البلدان الأخرى.
التركيز على المستخدم
يمكنك أن تنسى أمر المال والمكسب الآن، الأهم هو التركيز على المستخدم وسوف يتبعه كل شيء بعد ذلك، تحسن جوجل دائمًا من سرعة وقدرة محرك البحث مع التحليل التنبؤي فتظهر اقتراحات البحث فورًا عند كتابة بعض الأحرف على لوحة المفاتيح. هذه الميزة التي نستخدمها دائمًا، توفر علينا بعض أجزاء من الثانية في كل عملية بحث، وكان قسم المبيعات في جوجل قلق من تلك الميزة لأنها تقلل من وقت عرض الإعلانات للمستخدم، ولكن نفذت الشركة ما يفيد المستخدم أكثر . . وكانت المخاطرة.
الهدف لأن تكون أفضــل بنسبـة 10 مرات !
يجب أن تأتي للعمل وأنت تعتقد في أن الأمور سوف تتحسن بنسبة 10 مرات أكثر، ذلك الاعتقاد سيجعلك ترى التغيير التدريجي ومن شأنه أن يجعلك تفكر خارج الصندوق.
على سبيل المثال، بدأت جوجل في عام 2004 مشروع “كتب جوجل” وهو تحدي يهدف إلى جميع المعلومات ورقمنة (جعلها رقمية على الإنترنت) كل الكتب المطبوعة عبر التاريخ.
أنشأ المؤسس المشارك في جوجل ” لاري بيج ” الماسح الضوئي متضمنًا العملية اللازمة لقلب الصفحات يدويًا والتي كانت تطلب وجود شخص ليقوم بتلك المهمة. لدى جوجل الآن 30 مليون كتاب من أصل 130 مليون يتم مسحها لأول مرة. وتشترك العديد من المكتبات حول العالم في هذا المشروع
المراهنة على الرؤية التقنية
لدى كل مؤسسة رؤية فريدة من نوعها، وإذا تم راهنت عليها فإن ذلك يؤدي إلى ابتكارات كبرى. إذا قلت لك أننا نريد أن نعطي الفرصة للمكفوفين لقيادة السيارة فسوف تتهمني بالخبل، إذًا تخيل ماذا فعل قسم المهندسين في جوجل وهم ليسوا مهندسو سيارات، ابتكروا سيارة تعمل بدون سائق وذلك بعد رؤية الملايين يموتون سنويًا جراء حوادث المرور التي يسببها الخطأ البشري.
إن جوجل لديها الآن كل المقومات لبناء تلك السيارة من خرائط جوجل إلى جوجل إيرث والعمل مع فريق الذكاء الاصطناعي في جامعة ستانفورد. أنتج قسم الهندسة بالفعل سيارة يمكنها أن تذهب إلى بحيرة تاهو ثم تعود إلى منطقة خليج سان فرانسيسكو. أظهرت تلك السيارة فرصة جديدة للمكفوفين تمكنّهم من استقلال سيارة.
التطوير والتكرار
اكشف عن منتجك مبكرًا ولا تنتظر حتى يكون مثاليًا وكامل. اترك المستخدمين يساعدونك في تطويره وتحسينه. عندما أطلق متصفح جوجل كروم عام 2008، كانت جوجل تطلق نسخة محسنة جديدة كل ستة أسابيع. والآن كما نلاحظ فإن كروم هو المتصفح رقم واحد في العديد من البلدان.
إعطاء الموظفين نسبة 20% من الوقت!
يجب إعطاء الموظفين 20 في المائة من وقتهم للسعي في أفكار مشاريعهم الخاصة المتحمسون لها حتى وإن كانت خارج حدود وظيفة الموظف أو بعيدة عن المهمة الأساسية للشركة. سوف تسعد بالتفكير الإبداعي الذي يصدر من موظفين. في جوجل فإن المهندسين ومديري المشاريع لديهم الحرية لتخصيص يوم في الأسبوع للعمل على مشروعهم الخاص فينتهي بك الحال باكتشاف منتجات جديدة أو تحسين منتجاتك الحالية.
مثال على ذلك؛ في مشروع جوجل ستريت، كان من الصعب الحصول على صورة قريبة لفندق في أسبانيا، بسبب أن الشارع ضيق على السيارة المجهزة للدخول فيه، لاحقًا تم تكييف تلك الكاميرا على دراجة بخارية صنعت خصيصًا للوصول لجوجل للوصول إلى الأماكن الضيقة والأماكن السياحية التي يحظر على السيارات دخولها.
افشل جيدًا !
نعم ما قرأته صحيح، فإذا كنت لا تفشل كثيرًا فأنت لا تعمل بجد ولا تحاول بجد كاف، يجب أن يكون الفشل غير مصحوب بأي وصمة عار.
فالفشل هو الطريق لكي تكون مبتكر وناجح، يمكنك أن تفشل بكل فخر، فعند فشل مشروع في جوجل واستبعاده ، يقــال ” الفشل هو وسام شرف” !
الشعور بأهمية الغرض
هذا هو المبدأ الأساسي في جوجل. الجميع في جوجل لديهم شعور قوي بأهمية الغرض الذي يفعلونه وأن العمل الذي يقومون به له تأثير على الملايين من الناس حول العالم بطريقة إيجابية.
تعليقات
إرسال تعليق